المعارضة السورية تنتهج أفكار البعث في الخفاء
ساسة معارضتنا الأكابر. أعضاء الإئتلاف النبلاء. رئاسة حكومتنا المخملية. أحرار شعبنا المسحوق.

ساسة معارضتنا الأكابر. أعضاء الإئتلاف النبلاء. رئاسة حكومتنا المخملية. أحرار شعبنا المسحوق.
الثورة السورية قامت للقضاء على فساد وظلم وطغيان واستبداد حكم آل الاسد، وكنا نحلم بوضع هذه القمامة بمكب نفايات يليق بهم.
فسابقاً أكدنا أن سياسة الأسد اعتمدت على شعارات خلبيه ومفرقعات خادعة، كمحاربة الفساد، والامبريالية والصهيونية والرجعية، والشفافية المخادعة، وتحرير الجولان واستعادة طبرية، والقومية والنضال والتحرير، والكثير من الكلام الذي يستعطفون به الشعب.
وكانت كلها مفاهيم خادعة ليسير العمل السياسي والذي هو أصلا منتهي الصلاحية، وفق إرادة الحكومة الأسدية، لهذا نجد أن هذه المفاهيم والشعارات والقيم أصبحت باطلة هي ومن أطلقها ومكانها الصحيح هو مكب نفايات، فسقطت الأيديولوجيا الأسدية، والأسدية الخالدة، ومفهوم الرمز الخالد، واستخدام الدين لمصالحهم، وإلغاء مفاهيم الحرية والديمقراطية واستبدالها بالدكتاتورية المغلغلة، التي تحميها القبضة الأمنية والمخابراتية الاسدية.
فجاءت ثورتنا السورية وكشفت شعارات ومفاهيم الأسد المنتهية الصلاحية، وهذه هي أهم سمة لثورتنا السورية، لأنها كشفت الغطاء عن كذب الأسد وسخريته وشعاراته الباطنية ذات الصبغة السلطوية والإجرامية الكاملة، واثبتت أنه وقيادته مجرمين وقتلة ومغتصبي سلطة بحجة الشرعية.
ولكن سخرية القدر، بكل ما تعني كلمة سخرية من معنى، أن ساسة معارضتنا وقياداتها، كانت أيضا خلبيه، بلا أي مضمون حقيقي تتجلى فيه مفاهيم الحرية والعدالة والديمقراطية، فمعارضتنا التي أوكلت الثورة إليها ميدان السياسة، قد أخذت مفهوماتها، وأدوات عملها السياسي كلها، من مكب النفايات الذي ذكرناه آنفا وبالتحديد، فكانت أدواتها السياسية منتهية الصلاحية، ولا تنتمي إلى نهج وأهداف الثورة السورية.
فهذه المعارضة اتقنت تقليد، الحكم الاسدي بالسطوة والقمع والتكميم والطغيان وبسط نفوذها بكل فن وإتقان منقطع النظير.
فلا قانون محدد، ولا تنظيم أو هيكلية إدارية صحيحة، ولا حتى أي نهج إنساني يسمح للمواطنين بممارسة حرياتهم بالشكل الأمثل لدولة متقدمة، وأكبر طموح شعبها هو الأمان والاستقرار والمساواة والعدالة.
ونرى الأن ما تفعله المعارضة التي نعتبر أنها تمثل الشعب السوري، كيف أنهم يمارسون القانون الذي يخدم مصالحهم، وصلاحيات تناسب إرادتها ورغباتها، فالقانون مغيب، والعدالة شبه معدومة إلا ما ندر، والحرية لاوجود لها، والقبضة الاستبدادية منتشرة، وفاقت أجيال الأسد ونهجه، وهكذا أدخلتنا المعارضة في دوامة الابدية، والاستبدادية.
في حين تأملنا استعادة بلدنا بدولة مدنية ديمقراطية ومساواة وقانون، يسود بحق الجميع، بوصفنا شعباً، نتوق للحرية والتخلص من الطغيان والطغمة الأبدية، واكتشفنا أنها لم تفعل شيئاً إلا إعادة تدوير نفاياتها الفكرية منتهية الصلاحية.
فقد رأينا كيف يمارس كثيرون من ساستنا سلطاتهم ونفوذهم وأماكنهم ذات الشأن العام كوسيلة لتحقيق المكاسب الخاصة كما كانت الأمور في عهد الحقبة الاسدية، فكانت ثمار ثورتنا للأسف "مخذولة" ونقولها وفي قلوبنا غصة وحزن وآلم ممدود لامحدود، أن تنتج صناعة الوهم، وخداع الذات وإذلال العباد، وباطنية فاسد، وأدلجة لمفاهيم هادمة، وتسيس لأفكار خادعة، وشعارات بلا قيمة ولا وطنية، وما إلى هنالك من تبعات النبش في مزبلة المفهومات وأدوات السياسة.
لهذا لن نقبل بكم وواجب على العباد محاربة نهجكم والعمل على إزالتكم ووضعكم بالمكان الذي يليق بكل من تاجر وأفسد في مفاهيم وأهداف ثورتنا السورية.. متناسياً تضحيات أهلنا وشعبنا وملايين الشهداء والمهجرين والمعتقلين والمصابين والمقهورين.
المحامي أحمد العواد