أسامة البطاينة: حكاية ألم وغياب في زنازين الظلم

أسامة البطاينة: حكاية ألم وغياب في زنازين الظلم

في كل سجنٍ، هناك قصة تُروى... أسامة البطاينة، الشاب الأردني الذي غادر وطنه في السابعة عشرة من عمره لتحقيق حلمه بالدراسة في سوريا، انتهت رحلته إلى ظلمات سجن صيدنايا، ليصبح واحدًا من آلاف الأبرياء الذين أُلقوا في غياهب السجون دون ذنبٍ أو جرم.

ثمانية وثلاثون عامًا مرت كأنها دهر. عمرٌ كاملٌ قضاه أسامة خلف القضبان، محرومًا من أهله، حريته، وحتى ذكرياته. والدٌ باع ممتلكاته في محاولة يائسة لمعرفة مصير ابنه، وأمٌ رحلت حسرةً دون أن تحتضنه مرة أخرى. واليوم، يعود أسامة إلى الأردن فاقدًا لذاكرته، كأن السجن قد سرق منه عمره وذكرياته، ولم يُبقِ سوى جسدٍ هزيل وروحٍ مثقلة بالألم.

قصة أسامة هي مرآة لآلاف القصص المشابهة في سوريا، حيث الظلم يُلقي بظلاله على أحلام الشباب ومستقبلهم. كم سوري وكم لبناني، كم تركي، كم شيشاني، وكم فلسطيني طمرهم الظلم خلف القضبان، لتصبح حكاياتهم شاهدًا على حقبة حالكة من تاريخنا.

عودة أسامة ليست نهاية الحكاية؛ بل هي بداية لصرخة تُنادي بالحرية والعدالة، علّ صوته يُعيد الحياة لأملٍ خفت في قلوب ذوي المفقودين، ويذكرنا بضرورة الوقوف ضد الظلم مهما طال الأمد.