سقط الأبد: سوريا تتحرر من الطاغية

وأخيرًا، انتهى عهد الطغيان، وسقط الأبد الذي ظنّه البعض لا يزول. فرّ الطاغية بشار الأسد إلى روسيا، تاركًا خلفه وطنًا جريحًا، لكنه اليوم يستعد للتعافي ولملمة جراحه. سوريا، التي عاشت تحت وطأة القهر والظلم لعقود، تتحرر اليوم من أجل كل من دفع ثمن الحرية بدمائه وحياته.
سوريا تحررت لأجل المعتقلين
تحررت سوريا من أجل أولئك الذين انتظروا لسنوات في ظلمات الزنازين، من خرج منهم ومن ما يزال مصيرهم مجهولًا حتى اللحظة. قضى الآلاف في صيدنايا وغيرها من المسالخ البشرية التي بناها النظام، حيث حوّل أركان الدولة إلى أدوات للقهر والتعذيب. اليوم، تُفتح أبواب السجون، ويعود الأمل إلى قلوب من فقدوا أحبّتهم، فيما يُوثّق العالم مآسي هؤلاء ليشهد على عصر مظلم انتهى.
لأجل كل شهيد وأمّ ثكلى
تحررت سوريا من أجل كل قطرة دم سالت على أرضها. من أجل كل شهيد لم تذهب تضحيته هباءً، وكل أمّ فقدت ولدها، أو انتظرته طويلًا ليعود، أو رافقته في مرضه وجراحه بسبب ظلم الطاغية. سوريا تحررت لأجل أمهاتنا اللواتي كنّ رمز الصبر والقوة، وأصبحن اليوم أيقونة النصر.
لأجل النازحين والمغتربين
تحررت سوريا من أجل كل من نزح عن دياره، وكل من اضطر للهرب عبر البحار بحثًا عن حياة آمنة. من أجل بيوت دُمّرت، وعائلات تفرّقت، وأحلام شُرّدت، تحررت سوريا لتعيد لأولئك الذين اغتربوا الأمل في العودة، والعيش على أرضهم بحرية وكرامة.
ثورة شعب أراد الحياة وانتصر
هذه الثورة، التي عشناها بكل آلامها وأحلامها، أثبتت اليوم أنها ثورة شعب لا يقبل الهزيمة. رغم كل المحاولات لإخمادها، أثبت السوريون أنهم قادرون على الصمود والتحدي حتى تحقيق النصر. لقد كان الطريق طويلًا وشاقًا، لكن الإرادة أقوى من الطغيان.
نهاية حقبة مظلمة وبداية جديدة
اليوم، تُطوى صفحة من الظلم، وتبدأ سوريا كتابة فصل جديد من الحرية والكرامة. سيظل العالم شاهدًا على المأساة التي عاشها الشعب السوري، وسيتذكر كيف تمكن هذا الشعب العظيم من الإطاحة بالطاغية الذي ظنّ أن حكمه أبدي.
سقط الأبد، وتحررت سوريا، وبدأت قصة جديدة من الأمل.