أمام الكواليس... هل انطلت عليكم مسرحية ترامب وزيلنسكي؟

أمام الكواليس
هل انطلت عليكم مسرحية ترامب وزيلنسكي؟
أ.د.عبد الحق الهواس
لقاء ترامب وزيلنسكي كان مادة دسمة للإعلام كما تنبأ بها ترامب في أثناء لقائه بزيلنسكي ....وحقاً قبل أن ينتهي اللقاء ضجت وسائل الإعلام بعواجلها عما جرى، بل رصدت حتى اللقاء على باب البيت البيضاوي الذي اقتصر على اللباس غير الرسمي لزيلنسكي، وإشارات ترامب ونظرات زيلنسكي المستنكرة قبل أن يكشف اللقاء المشادة بينهما، وما وجهه ترامب ونائبه لزيلنسكي ورفضه لما قيل إنها إهانة بكبرياء وإباء.
ولست بصدد تحليل الألفاظ والمعاني ولغة الجسد، ونهاية اللقاء وخروج الرئيس الأوكراني وطريقة ركوبه السيارة، ثم خبر طرده من الولايات المتحدة، وصدمة سفيرته، وسرعة ردود الفعل الأوروبية التي مهد لها رئيس وزراء بريطانيا في لقائه ترامب، قبل يوم في مناصرة زيلنسكي والوقوف معه، ولكلٍّ مصلحتُه في التعامل مع الحدث، لكن أريد أن أشير مذكراً بما يأتي:
1- زيلنسكي صهيوني جاءت به أسرة روتيشلد بعد خلافها مع بوتين عام 2014م حول النفط والغاز الروسي.
2- أذكِّر هنا بخطاب زيلنسكي في الكنيست الصهيوني حين قال لهم: إنه يعاني مثل معاناتهم من جيران حاقدين ومتخلفين.
3- ماكان لزيلنسكي أن يصمد أياماً في حربه لولا دعم حلف الناتو، وعلى رأسه أمريكا؛ إذًا ما المقصود من هذه المسرحية:
1- أن يكون هناك اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، ولكن ليس بالشروط الروسية.
2- تقوية موقف زيلنيسكي بأسلوب غير مباشر، وتحميله مسؤولية رفض وقف إطلاق النار وتصميمه على مواصلة الحرب لتحقيق مكاسب له توازي مكاسب روسيا لتحقيق توازن حيادي يسمح للولايات المتحدة لعب دور المحايد.
3- إظهاره بطلاً في عين شعبه وتجديد زعامته، بل وإظهاره بطلاً عالمياً.
4- إحراج بوتين ودفعه إلى بعض التنازلات وإشراك روسيا في مشاريع تستهدف المنطقة العربية.
قد يبدو هذا المقال مخالفاً لكل ما يقال اليوم؛ لكن الأيام القادمة ستكشف أن هناك مشروعاً يستهدف المنطقة العربية، وخاصة سوريا والعراق ولبنان واليمن فضلاً عن إيران، وسيكون لروسيا دور مهم في الموافقة على مشروع التقسيم، والوقوف ضد إيران، وقد يقول قائل إن هذا يتطلب التضحية بزيلنسكي لاحتواء روسيا ودخولها في المشروع، وأقول: وهذا ممكن جداً، ولا قيمة لزيلنسكي اتجاه هذا المشروع الاستراتيجي، وهذا لا ينفي ماقلناه وإنما يعززه في حل مشكلة الحرب الروسية الأوكرانية وإخراج الرئيس الأوكراني بمسرحية تحفظ له ماء وجهه، وتسجل له موقفاً تاريخياً في معارضة أمريكا.
في كل الأحوال المنطقة العربية مقبلة على حرب مدمرة وأهداف هذه الحرب ستكشف هذه المسرحية.