أزمة سياسية ودبلوماسية داخل إسرائيل
شكل اعتراف بعض الدول الأوربية بدولة فلسطين هاجس وعرقلة في إسرائيل، بما في ذلك الوضع الاقتصادي والعسكري والسياسي الذي أصبح يشكل ضغط عالي في تل أبيب.
شكل اعتراف بعض الدول الأوربية بدولة فلسطين هاجس وعرقلة في إسرائيل، بما في ذلك الوضع الاقتصادي والعسكري والسياسي الذي أصبح يشكل ضغط عالي في تل أبيب.
في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تعثرات واضحة وإخفاقات متلاحقة في الحرب على قطاع غزة، فإنها تعيش حالة من الأزمات الدبلوماسية والسياسية التي بدأت مع اندلاع الحرب، ولما تتوقف بعد، ما كشف عن تراجع في مكانتها السياسية حول العالم، وانخفاض في مستوى علاقاتها الخارجية.
وكانت آخر هذه الأزمات قد حصلت بعدما استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عدداً من السفراء الأوروبيين لديها لجلسات توبيخ، لاسيما إسبانيا وأيرلندا والنرويج، عقب إعلانها أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين، فيما طلبت تل أبيب من عدد من سفرائها في تلك العواصم الأوروبية العودة إليها لطلب التشاور.
وقد توقع الإسرائيليون ألا يقتصر الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على إسبانيا وأيرلندا والنرويج، بل إن سلسلة الاعترافات بها ستأخذ منحىً تصاعدياً، لاسيما في أوساط النصف الغربي من الكرة الأرضية، حيث تتمركز الدول الداعمة هناك للاحتلال الإسرائيلي.
ولا سيما أن هذا الأمر يشكل انتكاسة للدبلوماسية الإسرائيلية الخارجية، وتراجعاً متلاحقاً في عدة ملفات في الوقت الذي تحتاج فيه إسرائيل مزيداً من الدعم والإسناد الخارجي، وخاصة في المحافل الدبلوماسية الدولية، و الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى.
ويشير هذا التطور على خطورة قمة جبل الجليد في تدهور العلاقات الإسرائيلية الخارجية التي شهدت تراجعاً منذ بدء اندلاع العدوان على غزة، وإن شهد في بداياته دعماً غربياً غير مسبوق.
حيث نرى أن الأسابيع الأخيرة باتت تشهد تقهقراً في حجم هذا الدعم عقب ما يصدر من غزة من مشاهد مريعة من سياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، ما منح الرواية الفلسطينية مزيداً من المصداقية والوجاهة على حساب اتضاح كذب وزيف السردية الإسرائيلية.
مع العلم أن إسرائيل ما زالت تعيش صدمة التهديد الأمريكي بتأخير شحنات الأسلحة، صحيح أن مستودعاتها ممتلئة، ولا توجد عواقب عسكرية كبيرة لتهديد الرئيس جو بايدن، لكن الخطورة في تبعات التهديد، وإمكانية أن تفهم الدول الغربية الأخرى الرسالة الأمريكية، وتنضم للحصار الذي قد يفرض على الاحتلال.
هذا الأمر يجعل من حظر الأسلحة الأمريكية للاحتلال إشارة ورسالة للعالم، خاصة بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى، لمنع توريد الأسلحة وقطع الغيار إليه، ما يحمل خطراً بعيد المدى، لأنه ترجمة لما يتعرض له من ضغوط هائلة من الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، في ظل المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية ضد إسرائيل، كما أن هذا التهديد الأمريكي يعني بداية للتخلي عن الاحتلال كجزء من حسابات الحملة الانتخابية الحامية.