تمثال باسل سقط... وغضب الأسد ينزل على رؤوس المدنيين في حلب
شهدت مدينة حلب اليوم فصلاً جديداً من المآسي، حيث شنت الطائرات الحربية التابعة لقوات الأسد غارات على دوار الباسل في حي حلب الجديدة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين. هذه الغارات، التي يبدو أنها جاءت في إطار "انتقام رمزي"، تزامنت مع إزالة تمثال باسل الأسد من المنطقة، وكأن النظام قرر معاقبة السكان على هذه الخطوة التي اعتبرها إهانة لرمزيته.
المدنيون في حلب، الذين يعيشون أصلاً تحت وطأة الحصار والقصف اليومي، وجدوا أنفسهم اليوم في مواجهة عقاب إضافي بسبب قطعة من الحجر والأسمنت تمثل التمثال!. فالرسالة واضحة: كل من يمسّ بـ"رموز النظام" سيدفع الثمن، حتى لو كان الثمن أرواح الأبرياء.
الدمار في دوار الباسل يعكس وحشية الانتقام وحجم الاستهتار بحياة الناس. وبينما تتصاعد ألسنة اللهب وتزداد أعداد الضحايا، يبقى السؤال معلقاً: هل سقوط التمثال يبرر سقوط هذا الكم من الضحايا الأبرياء؟
النظام الذي لم يتردد في قصف مناطق بأكملها، يبدو اليوم وكأنه يرسل رسالة واضحة: "الرمز أهم من البشر". لكن يبقى أن سكان حلب الجديدة، الذين طالهم هذا الغضب، باتوا شهوداً على أن التماثيل يمكن أن تُزال، وأن من ينحتها ليس بالضرورة أقوى من الشعب الذي يرزح تحت قمعه.