العربي بن مهيدي: "حكيم الثورة الجزائرية" الذي تحدّى التعذيب وصنع المجد

العربي بن مهيدي: "حكيم الثورة الجزائرية" الذي تحدّى التعذيب وصنع المجد

العربي بن مهيدي، أحد أبرز شهداء الثورة الجزائرية، لقّب بـ"حكيم الثورة الجزائرية" و"قاهر جنرالات فرنسا" نظير شجاعته وإصراره. رغم تعرضه لأبشع أنواع التعذيب على أيدي المستعمرين الفرنسيين، لم يخن رفاقه، بل رفض الإفصاح عن أي سر، مصراً على مواصلة مسيرة النضال حتى النفس الأخير.

البطل الأسطورة: محمد العربي بن مهيدي هو أحد القادة الستة للثورة الجزائ... |  TikTok

بن مهيدي، صاحب المقولة الشهيرة: "إذا ما استشهدنا دافعوا عن أرواحنا، نحن خلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة"، و"أريد أن أُعذب حتى أتأكد من أن جسدي الفاني لن يخونني"، كان مثلاً عالياً في التضحية والفداء.

ولد في مدينة عين مليلة عام 1923، ونشأ محباً للعلم والدين والفنون، حيث كان يعشق الموسيقى الأندلسية، والمسرح، والسينما. شارك في مسرحية "في سبيل التاج" لترسيخ الفكرة الوطنية، كما كان رياضياً في فريق "الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة".

تدرج بن مهيدي في صفوف الحركة الوطنية، وأصبح أحد أبرز القادة الذين أسهموا في التحضير لانطلاق الثورة الجزائرية. عُرف بذكائه التنظيمي وقيادته الفدائية، وتمكن من تنظيم عمليات فدائية وإضرابات واسعة أرهبت الاستعمار الفرنسي.

في عام 1957، وبعد اعتقاله، خضع لتعذيب وحشي فقلعت أظافره، وأسنانه وسُلخ جلد وجهه ورغم ذلك كله رفض خلاله الإفصاح عن معلومات تخص الثورة. وقد اعترف الجنرال الفرنسي بول أوسارس بقتله شنقاً. ومع ذلك، بقي صامداً، تاركاً خلفه إرثاً من الكرامة والمقاومة.

يقول الجنرال الفرنسي بيجار: "لو أن لي 10 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم". لقد كان العربي بن مهيدي رمزاً لثورة الجزائر، وبقيت كلماته خالدة: "ستهزمون لأنكم تريدون وقف عجلة التاريخ، وسننتصر لأننا نمثل المستقبل"