هل يتأثر الاقتصاد السوري فعلا بتداعيات حرب غزة؟
يعاني الاقتصاد السوري من مشاكل جمة، بداية من الشح الشديد للقطع الأجنبي، وصولًا إلى أزمة القطاعات الإنتاجية وأدائها الضعيف والهشّ، في ظل تخبّط سياسات الحكومة في التعامل مع الملف الاقتصادي على مدار السنوات الماضية.
يعاني الاقتصاد السوري من مشاكل جمة، بداية من الشح الشديد للقطع الأجنبي، وصولًا إلى أزمة القطاعات الإنتاجية وأدائها الضعيف والهشّ، في ظل تخبّط سياسات الحكومة في التعامل مع الملف الاقتصادي على مدار السنوات الماضية.
وجاء العدوان الإسرائيلي على غزة ليطرح تساؤلات عن مدى تأثر الاقتصاد السوري بهذه التطورات، بخاصة أن سوريا لم تكن بعيدة عن العدوان، فقد وجّه الاحتلال العديد من الضربات على بعض الأهداف داخل البلد.
قراءة لوضع الاقتصاد السوري:
أوضح الباحث الاقتصادي في مركز جسور للدراسات "خالد تركاوي"، أن "الاقتصاد في سورية بحالة انهيار، وعجلة الإنتاج شبه معطلة مع توقف شبه كامل للمصانع"، ولفت إلى أن السيناريوهات بخصوص الاقتصادي السوري، والدول المجاورة في الوضع الراهن وبحال توسع دائرة الحرب على غزة، شبه مقروءة.
وأضاف "تركاوي" أن سورية ليست طريقاً رئيسية للسلع والخدمات، وليست كذلك أسواقاً جيّدة لتصريف السلع والخدمات، فهي ليست أماكن ذات انتعاش، موضحاً أنه بالأصل سورية شبه معزولة عن العالم بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات.
وقال إنه "في حال توسُّع الحرب لن يحصل الكثير، فالأوضاع في سورية متأزمة اقتصادياً، ولن يتعطل ما هو معطل بالأصل من ناحية البنية التحتية المترهلة، كذلك هناك مشاكل غير مسبوقة على مستوى الفقر، إضافة إلى مشاكل الأمن الغذائي والجوع وضعف الإنتاج وتوقف المصانع".
وتابع تركاوي: "نستطيع القول إن جهاز الإنتاج في سورية معطّل، وحالة الفقر والجوع والغلاء هي قريبة من السقف، نحن في حالة الغرق فعلياً، ولن يؤثر ما يحصل كثيراً بسورية".
وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في حزيران 2023، فإنّ نحو 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وإن أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
تأثر السلع الرئيسية:
أكد أحد تجار الخضار والفواكه المحلية في دمشق "ماجد الخضر"، أن أي حرب قد تؤثر سلباً في حالة الطرق بين المحافظات، وبالتالي تؤدي إلى انقطاع بعض الأصناف، وفقد ميزة التنافس بين المنتج المحلي المزروع في المحافظة، والمنتج القادم من محافظات أخرى، وهو ما ينعكس سلباً على المستهلك.
وأردف بالقول إن السوريين عموماً لم يعد يعنيهم كثيراً الغلاء أو انقطاع سلعة ما، بعد أن جربوا كل أنواع الحصار والحروب وشحّ السلع والخدمات، وحتى المياه، ولهذا فهم يتعاملون تلقائياً مع الغلاء أو الاحتكار أو حتى نفاد السلع من أساسها "فالحرب هنا بدأت منذ فترات طويلة بسبب الاحتكار والفساد، ولم يزد عليها سوى الموت" كما قال.
وفي هذا السياق، قال أحد تجار البناء في محافظة السويداء جنوبيّ سورية، إن الأسعار دائماً في تصاعد، حتى لو تحسن وضع الليرة لسبب ما، وليس هناك ميزان حقيقي للقياس.
وأوضح أن الأنابيب البلاستيكية بكل أنواعها التي تنتجها شركة وطنية شهيرة جداً، وهي من الشركات السورية القليلة التي تصدّر منتجاتها إلى الخارج، تقفز أسعار منتجاتها كل يوم.
وأكد تاجر البناء السوري أن الحديث عن حرب شاملة في المنطقة لن يؤثر عكسياً في الأسواق، لأن هذه الأسواق تأثرت بالحد الأقصى من تبعات الحرب التي لم تتوقف داخل سورية.
وعن انقطاع المواد الأولية والاحتكارات، قال إن مواد البناء من الأساس في ذروة الغلاء والأعمال شبه متوقفة، بخاصة أن مادة الإسمنت شحيحة في السوقين، الرسمي والموازي