القوات الأمريكية والبريطانية تشن ضربات جوية على اليمن

في ظل التوتر الجاري في الممر التجاري الاستراتيجي في البحر الأحمر منذ بدء الحرب على قطاع غزة، والذي يستقطب أكثر من 10 بالمئة من التجارة العالمية، نفذت القوات الأمريكية والبريطانية فجر اليوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، ضربات جوية على أهداف خاضعة لسيطرة الحوثيين.

القوات الأمريكية والبريطانية تشن ضربات جوية على اليمن
الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن

في ظل التوتر الجاري في الممر التجاري الاستراتيجي في البحر الأحمر منذ بدء الحرب على قطاع غزة، والذي يستقطب أكثر من 10 بالمئة من التجارة العالمية، نفذت القوات الأمريكية والبريطانية فجر اليوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، ضربات جوية على أهداف خاضعة لسيطرة الحوثيين.

‏هذه الضربات حدثت بدعم من أستراليا، والبحرين، وكندا، وهولندا، ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الهجوم بأنه كان "ناجحاً"، وفي أول تعليق للحوثيين على الضربات الأمريكية البريطانية، قالوا إنه "لا مبرر أبداً للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن"، متوعدين أمريكا وبريطانيا بدفع "الثمن باهظاً"، كما ندَّدت إيران -حليفة الحوثيين-بالهجمات الأمريكية والبريطانية.

‏وقال الحوثيون أن القصف طال 4 مطارات في مواقع مختلفة بالبلاد، إضافة إلى استهداف معسكرات، والمواقع المستهدفة هي: "قاعدة الديلمي الجوية الواقعة في جوار مطار العاصمة صنعاء، ومحيط مطار الحديدة، ومناطق في مديرية زبيد، ومعسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، ومطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس".

‏أما قيادة القوات الأمريكية الجوية في الشرق الأوسط، فقالت إن القصف ضرب 60 هدفاً في 16 موقعاً باليمن.

‏وقد تركز القصف على المدن الساحلية المطلة على البحر الأحمر، مثل الحديدة، ومنطقة زبيد، وتعز المطلة على باب المندب، أحد الممرّات المائية الأكثر حيويّة في العالم، وهذه المناطق الثلاث يمكن للحوثيين من خلالها بدء تنفيذ هجماتهم ضد سفن الشحن.

الأسلحة المُستخدمة في الهجوم:

‏استخدمت أمريكا وبريطانيا عدداً من الأسلحة في ضربها لأهداف تابعة لقوات الحوثيين، وبحسب شبكة CNNالأمريكية تم استخدام صواريخ "توماهوك"، القادرة على حمل رأس حربي بوزن ألف باوند (453.5) كيلوغرام.

‏يتم إطلاق هذه الصواريخ من السفن السطحية والغواصات، وتُصنف ضمن فئة الصواريخ عالية الدقة، بسبب احتوائها على نظام تحديد المواقع GPS، كما أن لديها قدرة على تغيير الأهداف أو المسارات بعد إطلاقها.

غواصة نووية تشارك بالهجوم:

‏لقد أشارت تقارير وسائل إعلام أمريكية، بينها CNN وشبكة ABC News، إلى أن الغواصة الأمريكية "يو إس إس فلوريدا" النووية، شاركت في قصف أهداف للحوثيين في اليمن، ويمكن لهذه الغواصة أن تحمل 154 صاروخاً من طراز "توماهوك".

‏ونقلت ABC News عن مسؤول قوله إن صواريخ "توماهوك" تم إطلاقها من سفن سطحية وغواصة تابعة للبحرية الأمريكية، مشيراً إلى أن الغواصة هي "يو إس إس فلوريدا"، وذكرت الشبكة أن الغواصة شوهدت وهي تدخل البحر الأحمر عبر قناة السويس في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

‏إلى جانب استخدام الغواصة، أطلقت "سفن أمريكية سطحية" عسكرية صواريخ "توماهوك" ضد الحوثيين.

‏ تُمثل مدمرات "أرلي بيرك" الموجهة بالصواريخ، العمود الفقري لأسطول السفن السطحية الأمريكية، مع وجود ما يقرب من 70 مدمرة في الخدمة، وبإمكان هذه المدمرات حمل مجموعة من الأسلحة الدفاعية والهجومية.

‏"البنتاغون" لم يحدد المدمرات التي شاركت بقصف اليمن، وبحسب CNN فإن العديد من السفن الحربية كانت في البحر الأحمر خلال الشهرين الماضيين، بغرض "الدفاع عن السفن التجارية" ضد هجمات الطائرات والصواريخ من دون طيار التي يشنها الحوثيون.

تحالف ضد الحوثيين:

 كانت أمريكا قد شكلت تحالفاً دولياً في ديسمبر/كانون الأول 2023، أطلِق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، وذلك لحماية الملاحة البحريّة في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12% من التجارة العالمية.

‏ثم حذرت 12 دولة، بقيادة الولايات المتحدة، الحوثيين في الثالث من يناير/كانون الأول 2024، من "عواقب" ما لم يوقفوا فوراً الهجمات على السفن التجارية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

‏خلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيّون أكثر من 25 عمليّة استهداف لسفن تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وقالت الجماعة إن الهجمات رد على الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.