احتمالات توريط دمشق في النزاع بغزة

من الواضح أن دمشق لا يبدو أنها ترغب في دخول هذه الحرب، لكنها قد تضطر في مرحلة من المراحل إلى دعم الميليشيات الإيرانية وتسهيل تحركاتها في مناطق الجنوب القريبة من الحدود مع إسرائيل.

احتمالات توريط دمشق في النزاع بغزة
الميليشات الإيرانية تسعى لتوريط دمشق في النزاع بغزة

في ظل استمرار التصعيد، في حربٍ تبدو نتائجها غير واضحة المعالم حتى الآن في غزة، يمكننا القول بأن سوريا لها نصيب أيضاً من التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.

حيث أنه في بداية التصعيد على غزة، قام “بنيامين نتنياهو” رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالتعهد بأن الحرب ستغيّر الشرق الأوسط، قائلاً: “ما ستختبره حماس سيكون صعباً ورهيباً، نغير الشرق الأوسط، وما سنفعله لأعدائنا في الأيام القادمة، سيكون له صدىً لديهم لأجيال، على حدّ قوله.

وعلى الرغم من أن علاقة دمشق مع حركة “حماس” لا تبدو في أفضل حالاتها، لكن الجميع يعلم مدى تأثير النفوذ الإيراني على كلا الطرفين، ورغم التخاذل الإيراني إزاء حركة “حماس” خلال الحرب الأخيرة (وفق ما يصفه باحثون مقرّبون من الحركة)، إلا أن العلاقات بقيت جيدة بينهما، خاصة وأن الحركة ليس لديها خيار أو حلفاء غير الجانب الإيراني.

وتساعد إيران حركة “حماس” بشكل كبير في تحسين قدراتها العملياتية، عبر تهريب مكونات الصواريخ إلى غزة، من شبه جزيرة سيناء، إذ تنقلها إلى متاهةٍ من الأنفاق تحت الأرض، حيث يتم تجميعها هناك، بينما يجري التدريب التكتيكي، بمعسكرات خارج غزة.

وهناك احتمالية تورّط دمشق في الحرب الدائرة بغزة، وبالأخص إذا قررت إيران تغيير موقفها الرافض حالياً للانخراط في الصراع، واتّجهت إلى العودة لدعم “حماس” ضد إسرائيل، هذا يعني أن إيران على الأقل سوف تستغل نفوذها في سوريا لتغذية الصراع العسكري في المنطقة.

ومن الواضح أن دمشق لا يبدو أنها ترغب في دخول هذه الحرب، لكنها قد تضطر في مرحلة من المراحل إلى دعم الميليشيات الإيرانية وتسهيل تحركاتها في مناطق الجنوب القريبة من الحدود مع إسرائيل.

ولكن مالا تعرفه دمشق هو أن الرّد الإسرائيلي وقتها لن يفرّق بين القوات السورية والميليشيات الإيرانية بالطبع على حد سواء.

وعلى الرغم من أن ذلك لم يحصل على مدار الـ 12 عاماً السابقة، ولكن احتمالات توريط دمشق في النزاع بغزة، والظروف الخطيرة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، قد تشمل وفق بعض القراءات، تعديلات بخرائط المنطقة أو أشكال الأنظمة الحاكمة فيها، وسوريا على ما تبدو ستكون في محور هذه التغييرات، بل ربما تكون الأقرب للتغيير عَبر عمل عسكري محتمل، بفعل سجل دمشق المليء بالانتهاكات والجرائم من جهة، وعلاقتها مع روسيا وإيران من جهة ثانية.