الصراع في قطاع غزة يصل لحد غير مسبوق في عملية طوفان الأقصى
دخول حماس بهذا الشكل والتكلفة الكبيرة التي حمّلتها لإسرائيل، وكسرت هيبتها وقوة الردع الإسرائيلية المدعاة، وضعت إسرائيل أمام تحدٍّ غير مسبوق، سيكون له آثاره على المجتمع الإسرائيلي ذاته، وعلى اتجاهات قواه السياسية.
دخول حماس بهذا الشكل والتكلفة الكبيرة التي حمّلتها لإسرائيل، وكسرت هيبتها وقوة الردع الإسرائيلية المدعاة، وضعت إسرائيل أمام تحدٍّ غير مسبوق، سيكون له آثاره على المجتمع الإسرائيلي ذاته، وعلى اتجاهات قواه السياسية.
قياسًا على حجم الخسارة الإسرائيلية على المستويين البشري والمعنوي، وعلى العنف المفرط الذي مارسته إسرائيل على غزة حتى الآن، يُتوقع أن تتابع إسرائيل الحرب.
وربما تذهب إلى خيارات متقدمة منها اجتياح القطاع، ولكن تكلفة هذا الخيار المميت ستكون دمار غزة وقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، غير أن اجتياح غزة لن يكون نزهة للإسرائيليين، وسيكلفهم الكثير.
على الرغم من تصريح محمد الضيف، القائد العام لقوات القسّام، بأن “إسرائيل ستكون واهمة، إذا اعتقدت أن الصراع سيبقى محصورًا في غزة”، وعلى الرغم من تصريحات نتنياهو بأن إسرائيل مستعدة لكافة الخيارات، ومن استنفار جيشها على الحدود الشمالية، فإنه من المستبعد دخول “حزب الله” أو الميليشيات الإيرانية الحرب إلى جانب حماس، لا من جنوب لبنان ولا من جبهة الجولان، ولن تستعجل إيران التفريط بما أنجزته، ونظرية ترابط الساحات ليست سوى لعبة إيرانية سمجة.
وبالمقابل ليس من مصلحة إسرائيل الحرب على أكثر من جبهة، ما لم تضطر إلى ذلك.
بغضّ النظر عن حسابات الربح والخسارة من عملية حماس، فإن أصل المشكلة يكمن في احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية وحصار غزة، والاعتداءات على الأقصى، والاستيطان والتمييز العنصري، ورفض حل الدولتين، ورفض حل الدولة الديمقراطية الواحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية. والدعم الغربي الأميركي والأوروبي لإسرائيل، مع إغماض العين عن كلّ ما تفعله، يتحمّل مسؤولية كبيرة في مأساة الفلسطينيين في غزة وفي الضفة وفي الشتات.