أخطر الاحتلالات التي يجب أن نقاومها في وطننا سورية.
كل الاحتلالات المنتشرة على الأرض السورية مرفوضة وخطيرة ومدمرة؛ سواء منها ما تم بدعوة بشار الأسد، أو ما تم خارج إطار هذه الدعوة. ولكن أخطر هذه الاحتلالات، الاحتلالات ذات الطبيعة الاستيطانية، أو الأهداف التقسيمية، بإقامة دويلات أو إمارات تابعة وحليفة.
كل الاحتلالات المنتشرة على الأرض السورية مرفوضة وخطيرة ومدمرة؛ سواء منها ما تم بدعوة بشار الأسد، أو ما تم خارج إطار هذه الدعوة. ولكن أخطر هذه الاحتلالات، الاحتلالات ذات الطبيعة الاستيطانية، أو الأهداف التقسيمية، بإقامة دويلات أو إمارات تابعة وحليفة.
فمن الأول الاحتلالان: الصهيوني في الجولان، وقد أعلنت دولة الكيان ضم الجولان جغرافياً وديمغرافيات منذ ما يقرب من نصف قرن. ثم احتلال ميليشيات الولي الفقيه المتعددة الجنسيات، والتي انتشرت على الأرض السورية منذ عقد، والتي أخذ الكثير من مكوناتها، يبحثون عن سبل لاختراق المجتمع السوري، والديمغرافيا الوطنية. مسمار جحا للولي الفقيه أكثر خطراً. وتحول أفراد هذه العصابات إلى مستوطنين من نوع جديد، ومنحت لهم الجنسيات، وذللت أمامهم العقبات.
احتلال الكيان الصهيوني للجولان له أبعاده العسكرية والأمنية والوطنية. انغماس عصابات الولي الفقيه في الجسد السوري، له أبعاده المجتمعية الأخطر. ويمكن أن نقول مثل هذا عن لبنان وعن العراق وعن اليمن.
أليس عجيباً أن مسيحيي لبنان يجدون أنفسهم في لحظة خُمار ودوار حضاري، أنهم أقرب إلى الولي الفقيه الإيراني منهم إلى الإمام الأوزاعي الذي عرفوه وألفوه؟؟!!
المهم هذه سيرورة أو صيرورة المشهد، والأخطر أن أطراف المعادلة السورية، لا يكادون يدركون خطورة هذا، ولا يفكرون ببرامج عملية للتصدي له. وعندما أقول أطراف المعادلة السورية فإنني أعنيها.
هناك مثل شامي " الجكارة في الطهارة " فهل يفكر القائمون على المشهد السوري بكل أبعاده، بخطورة هذا الاختراق ذي البعدي الحضاري والمدني والقومي والطائفي المقيت، للمجتمع السوري، مجتمع قدم للحضارة الإنسانية الحرفَ والقرمزي.
سأميز على مسؤوليتي: العلويون في سورية ليسوا طائفة " ديّانة" وهم قليلا ما حاولوا أن يستفزوا من حولهم بعقائدهم، بل هم أقرب إلى التكتم عليها لأسباب تعنيهم. ويمكن أن تصنفهم بسوادهم أنهم غير مهتمين دينيا. الطائفية التي كان يشكو منها المجتمع السوري وما زال، هي الطائفية السياسية أو التمييزية على مستوى الفرص الوطنية. العلويون في سورية يعجبهم أن يندمجوا دينياً، وهم حريصون على أن يُقبلوا، حتى يوم مات حافظ الأسد، قدم بشار الأسد شيخاً سنيا ليصلي عليه.
الاختراق أو الاحتلال الذي نتحدث عنه ذو طبيعة أخرى:
التصدي له لا يكون بالأساليب العسكرية والأمنية فقط، كما الاحتلال الصهيوني؛ بل يحتاج إلى برامج إسلامية وثقافية وتمدينيه دقيقة وحذرة، فطبيعة هذا الاحتلال منافية لقواعد التمدن البشري، والعمران الحضاري، بما نتابعه من لطم على الرؤوس، ورمي الأضرحة بالأحذية.
سأعترف أن بعضاً من خطاب بعض ممن يسمون أنفسهم " أهل سنة" يخدم مشروع الاحتلال هذا من حيث لا يشعرون، أي يخدم مشروع الاختراق الطائفي.
ومشروع الولي الفقيه إن انتصر في سورية وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن، فإنه يؤسس لصراع أبعد مدى من الصراع السياسي الذي يدور حاليا، ولن ينتهيَ بانتهائه.
وسيضع مجتمعات متمدنة متحضرة مثل المجتمع السوري، أمام كتلة كثيفة من التخلف الإنساني، يخرج في مثل شوارع لندن، ويشج رأسه بالساطور، وهو ينادي "واحسيناه" والعقلاء ينادون " واسوأتاه"
كل الاحتلالات في سورية تحتاج إلى مشروعات وطنية لمقاومتها، إلا مشروع عصابات الولي الفقيه، فهي تحتاج إلى مشروع أكثر شمولا ونوعية، وإلى لقاح ومصل ومواجهة ومكافحة واستئصال، إلى أولي الأحلام والنهى من السوريين على جميع الضفاف.
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي