التعافي المبكر المشبوه: "المكافأة الفاسدة للأسد من الأمم المتحدة ".

فكرة التعافي المبكر هو مصطلح أقرب الى السياسة منه الى الاقتصاد صمم ليخدم اقتصاد نظام الأسد حصراً وهي فكرة خبيثة وبمثابة مكافأة للإجرام الأسدي ضد الشعب السوري بينما الطبيعي هو أن نتكلم عن "تعافي كل سورية" سياسياً أولاً، وهو الذي سيجلب التعافي الدائم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

التعافي المبكر المشبوه: "المكافأة الفاسدة للأسد من الأمم المتحدة ".
التعافي المبكر المشبوه "نظام الأسد"

فكرة التعافي المبكر هو مصطلح أقرب الى السياسة منه الى الاقتصاد صمم ليخدم اقتصاد نظام الأسد حصراً وهي فكرة خبيثة وبمثابة مكافأة للإجرام الأسدي ضد الشعب السوري بينما الطبيعي هو أن نتكلم عن "تعافي كل سورية" سياسياً أولاً، وهو الذي سيجلب التعافي الدائم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

إلى كل السوريين أينما كانوا داخل سورية على الأقل. ولكن ما يزيد الطين بلة هو ما تداولته الأخبار نقلا عن موقع الصديق عبد النور كلنا شركاء يوم ١٩ آذار ٢٠٢٤ عن نية الأمم المتحدة استحداث "صندوق تمويل جديد وكبير اسمه "الصندوق الائتماني للتعافي المبكر": Early Recovery Trust Fund. بقصد تعزيز هذا التعافي المبكر. وهذه جريمة أخرى ترتكبها قوى الظلام باسم الأمم المتحدة.

إذا صحت الاخبار، فإننا لن نجامل أو نستخدم لغة دبلوماسية ملتوية، ونقول على السوريين إدانة واستنكار هذه الوقاحة في التحايل لطمس جريمة الاسد. فكيف للأمم المتحدة (البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة) أن يفكر بمثل هذا المشروع ويسميه باسم السوريين وهنالك ١٤ مليون سوري لايزالون بين لاجئ ونازح وسجين لدى النظام أو تحت سلطات احتلال أجنبية.

لسنا ضد تخفيف المصاب عن أهلنا تحت سلطة النظام، ولكننا ضد هذا الإجراء لأننا على قناعة تامة أنه سيطيل المعاناة والألم وأن المستحقين المسحوقين لن يحصلوا على أي شيء، والمستفيد الوحيد سيكون النظام وأعوانه فقط.

إنه مكافأة للقاتل وتجاهل هذه الملايين من الضحايا رغم عشرات القرارات الأممية لحل المصيبة السورية والعقوبات على هذا النظام على كل المستويات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وغيرهما، بل وعزله من قبل معظم دول العالم المحترمة.

الفساد المالي والفساد السياسي هو الصفة الغالبة لأغلب عمليات الأمم المتحدة في سورية حتى منذ ما قبل الثورة وخاصة أيام الممثل المقيم بدمشق السيد/علي الزعتري الذي استمر هناك حتى السنوات الاولى من الثورة، والذي كان مندوبا للأسد أكثر منه للأمم المتحدة.

وأظن أن هذا الصندوق الجديد، لتمويل ما يسمى التعافي المبكر هو باكورة انجازات صديقنا عبد الله الدردري الرجل الدمشقي الذكي الأنيق الذي باع روحه للشيطان حتى قبل تعيينه مسؤولاً رفيعاً في برنامج الأمم المتحدة بنيويورك. وهو الرجل السوري الذي رفع راية النظام في كل محفل، ولم تهمه دماء أهله السوريين حتى ولو كانت قد غطت أقدامه حتى الركب.

إننا نرفض هذا الصندوق رفضاً قاطعاً، وتحت أي مسمى، ونطالب بإلغاء كل ما سبقه من مشاريع مماثلة وكل ما سيليه مادامت سورية لاتزال دولة فاشلة لأن نتائجه لن تكون إلا لصالح النظام وأعوانه القتلة.

من معرفتي المباشرة أيام كنت متعاقداً مع الأمم المتحدة لصالح الحكومة السورية قبل عام 2011 فإن النظام عملياً يتغلغل في كل مسامات الجسم السوري. ومن لا يعرف ذلك بعمق فهو غشيم جداً ويجب ألا يتنطح لهذا العمل لأنه سيكون ساذجاً بالمؤكد، إن لم يكن متواطئاً.

وأن التعافي المبكر الحقيقي وما يليه من إعمار لسورية ولكل السوريين وملايين اللاجئين هو بإقامة حكومة وطنية ديمقراطية أولا. ولن يكون هناك أي استثمار أو تمويل حقيقاً ومجدياً ويفيد الضحايا وكل السوريين وليس القتلة الا بتطبيق القرار ٢٢٥٤ الداعي لإقامة حكومة ديمقراطية حرة لكل السوريين. حينها لن يحتاج السوريين الأمم المتحدة ومشاريعها المشبوهة.

ولو أن الأمم المتحدة صادقة فإنه بإمكانها مساعدة الضحايا السوريين وتنفيذ مشاريعها الصادقة من خلال شركات مقاولات دولية بحماية قوات دولية محايدة ودون أي تواجد للأسد ونظامه.

وهذا لا أظنه سيحصل بهذه العقلية الاحتيالية، وكما يقول الخبر أن دول الخليج ستمول هذا الصندوق، إذاً لماذا لا تقوم هذه الدول بهذا العمل القذر مباشرة دون الالتفاف باسم المتحدة فذلك لن يعفيها من مسؤولية الشراكة مع النظام في قتل السوريين.

إن التعافي المبكر الصحيح هو برحيل نظام الأسد سياسياً بكل فساده وعسكره، وانصاف الشعب من الجريمة المتواصلة بحقه. ولن تغطي كلمات السيادة والأممية الفارغة عورة الأسد المكشوفة. وكيف لأي عقل سليم أن يكافئ القتلة بينما هنالك ١٤ مليون سوري هارب ولاجي ونازح لا يحصلون على أدنى حقوقهم من بلدهم. لا يعني أبداً الانتصار المزعوم للأسد المدعوم إيرانياً وروسياً على اساس أنه الواقع، وأن على الأمم المتحدة القبول به. إذن أين الحق الذي قامت على أساسه هذه المنظمة. توقفوا، لا مزيد من التحايل الفج.

لهذا ندعو السوريين الأحرار إلى:

1-الكل في مجاله العمل إلى منع مكافأة الأسد على جرائمه من قبل مسؤولي الأمم المتحدة.

2-تنظيم مظاهرات احتجاج في الشمال المحرر، على الأقل.

3-نداء إلى كل من يعرف ويعمل بهذا الشأن الأممي بأخذ المبادرة لإرسال رسائل مباشرة وتنظيم حملة تواقيع موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بقصد أولا استنكار هذا التواطؤ لتعويم النظام وخدمة إجرامه وإيقاف كل هذه الحيل الخبيثة.

والأهم أولاً وأخيراً السعي لحل مصيبة سوريا بالعدل والسلام. عسى أن نفلح بإنجاز شيء يخفف مصاب أهلنا.

د. حسين مرهج العماش

 ..........................................................................................

في مايلي تعليق للدكتور "محمد خوام" على هذا الحدث.

شكرًا لك "د حسين مرهج العماش".

في الحقيقة علينا أن نكون واعين ومتيقظين لكل هذه الاطروحات الخبيثة،

والتي تحاول القفز فوق كل هذا الاجرام ومحاولة استغفال الشعب السوري بتقديم مشاريع وكأنها حلول لما يعانيه الشعب السوري، ومداواة آلامه وتخفيف معاناته بغض النظر السبب الحقيقي لهذه المصيبة.

وللأسف يروج لهذه الاطروحات طابور إعلامي يدعي أنه مع الثورة ولكن لا يمكن التخفي وراء أصابع النفاق السياسي والوطني.

فالأمر أكبر وأوضح وأعظم من أن يسوق له بهذه الطرق الخبيثة والخسيسة التي تتناسى المعضلة الاساسية وتحاول وضع بانديج على جرح عميق خمج يحتاج لعمل جراحي استئصالي.

شكراً لكم على وفائكم للثورة، فأنتم دائماً الدرع الحصين ضد أي طروحات أو مشاريع تتغافل عن مطالب ثورة شعبنا وأهدافه وتحاول تسويق الاجرام.