الهجوم البري على قطاع غزة "بين القبول والرد ".

تعالت وتيرة التصريحات الإسرائيلية باقتراب الهجوم البري على غزة.

الهجوم البري على قطاع غزة "بين القبول والرد ".
القصف على قطاع غزة

تعالت وتيرة التصريحات الإسرائيلية باقتراب الهجوم البري على غزة.

من المفيد التذكير بأن الجيش الصهيوني يتبع أسلوب النظرية الأمريكية (الطرق على الرأس حتى ينهار الجسد) بمعنى تكثيف الغارات الجوية والصواريخ لتدمير المكان طبوغرافياً، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين بغية إيقاف الجهد الطبي والحيوي، من خلال تدمير البنى التحتية لتدمير محطات الماء والكهرباء وكافة أنواع الخدمات الأساسية للوصول إلى تعطيل الحياة تماماً تمهيدا للبدأ بالهجوم البري لاحتلال المكان.

هذه النظرية الأمريكية استعملت في أفغانستان والعراق فنجحت في إسقاط الدولة لكنها لم تتمكن من إنهاء المقاومة.

لكن في غزة الأمر مختلف تماماً، فغزة ليست دولة، وليس لها جيش نظامي يمتلك الدبابة والطائرة والمدفع، وإنما هي فصائل مقاتلة تعتمد أسلوب حرب العصابات الثورية.

وعليه يكون تدمير المكان لا يعني تدمير موقع عسكري وإخراجه عن الخدمة، وإنما يعني رحيل ساكنيه وتحويله إلى متاريس يتموضع بها المقاتل وهي بالتأكيد عائق كبير للدرع والآليات بأنواعها.

فالمعركة ستكون حرب شوارع، وهذا يعتمد على خبرة المقاتل النخبوي وقدرته على التعامل مع الهدف.

وقد كشفت المعركة حقائق لا يمكن تجاهلها تمثلت بالآتي:

1_ التدريب العالي للمقاتل الفلسطيني، مقابل ترهل وضعف الجندي الصهيوني.

2_ الشجاعة الفائقة للمقاتل الفلسطيني مقابل الجبن الواضح للجندي الصهيوني.

3_ إيمان المقاتل الفلسطيني بقضيته، وفقدان هذا لدى الجندي الصهيوني الذي يدرك أنه مرتزق مزدوج الجنسية.

4_ تطور الأسلوب القتالي للمقاومة الفلسطينية واستفادتها من دروس المعارك السابقة مع انحدار واضح في الأسلوب الصهيوني الذي يعتمد على تفوقه في الأسلحة المتطورة، وكان واضحاً إخفاق المنظومة الأمنية الإسرائيلية وسقوطها المريع أمام اقتحام المقاتلين الفلسطينيين لغلاف غزة.

5_ ارتفاع الروح المعنوية للمقاتل الفلسطيني مع انهيار تام في معنويات الجنود والضباط الصهاينة.

إذاً أمام هذه الحقائق سيكون الهجوم البري أكذوبة فإن حصل فسيكون كارثة كبيرة تقع على رأس القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية وسنشهد تدمير للدرع الصهيوني يذكرنا بتدمير لواء العقيد عساف في صحراء سيناء عام 1973م. 

وإذا كنا نستبعد تورط إسرائيل بهجوم بري فإننا نتمنى أن تتورط به.

أ.د. عبد الحق الهواس.