واقع الثورة، وثورة الواقع "بين خفايا الأجندات ".

لا شك أن جهدا عالمياً كبيراً كان وراء إفشال الثورة السورية هذا لا أحد ينكره، ولكن لا أحد ينكر أيضاً أن أبناء جلدتنا ممن غلَّبوا مصلحتهم على مصلحة الوطن، وآخرين خانوا الوطن جهاراً نهاراً كانوا أكثر خطراً على الثورة.

واقع الثورة، وثورة الواقع  "بين خفايا الأجندات ".
واقع الثورة، وثورة الواقع

لا شك أن جهدا عالمياً كبيراً كان وراء إفشال الثورة السورية هذا لا أحد ينكره، ولكن لا أحد ينكر أيضاً أن أبناء جلدتنا ممن غلَّبوا مصلحتهم على مصلحة الوطن، وآخرين خانوا الوطن جهاراً نهاراً كانوا أكثر خطراً على الثورة.

 وربما الأسوأ منهم هو تلك الظاهرة التي بدأت بالظهور من سنتين وهي ظاهرة ضفادع الإعلام وهؤلاء كما يذكر أحد العارفين ببواطن الأمور، هم أرخص سلعة في سوق الارتزاق ثمن الواحد لا يزيد على "مئة دولار" ومهمتهم أن يشتموا ويلفقوا على من بقي متمسكاً بقيم الثورة، ومؤثرا في الساحة بعد أن انكشف كثير ممن ركبوا موجة الثورة واتضح أنهم كانوا وبالاً عليها.

 

ثلاث شرائح أجهضت الثورة:

 1-المعارضة الرسمية المشكلة دولياً.

 2-الفصائل المافوية التي عاثت بالبلاد فساداً، ومهمتها تكريه الناس بالثورة والثوار.

 3-أبناء الشوارع المرتزقة ومهمتهم تشويه من لم يلوث حتى هذه الساعة، أمام هذه الحقيقة يغدو الجهد العالمي الذي تقوده إسرائيل وممثلوها ليس السبب الرئيس في إخفاق الثورة.

أهيب بالأخوة الغيورين على ثورتهم أن يرصدوا هذه الظواهر وأن يفضحوا ضفادع الارتزاق الرخيصين من أبناء الشوارع الذين ينفذون أجندات الخونة وبائعي الثورة ممن فضحتهم مسيرة الثورة وعرتهم وعرف حقيقتهم الشعب السوري.

وهنا ألفت انتباهكم إلى أننا أمام مرحلة جديدة تنبئ بالتغيير وإسقاط الرموز التي فضحتهم الثورة وهؤلاء لن يُسلِّموا بهذه السهولة، وعليه بدؤوا حملة مسعورة تستهدف الشرفاء الذين ثبتوا على مواقفهم المشرفة، وأثبتوا أنهم غيارى على الثورة وأنهم استهدفوا من قبل المعارضة المصنوعة في الإقصاء والتهميش والتشويه.

الثورة ليست سنوات، وليست طريقاً محفوفاً بالورود، وليست مكاتب أو فنادق فارهة، وليست مؤتمرات في عواصم جميلة.

إنما الثورة صبر على المكاره وتضحية بكل غال وثمين وفهم عميق للهدف، وقدرة على قراءة الحدث واستنباط آثاره.

وأيضاً الثورة محبة وإخلاص وأخلاق راقية، والثورة مسيرة أجيال حتى تحقيق الهدف وليس بالضرورة أن يحقق أهدافها الجيل الذي فجرها ولا الجيل الثاني.

إنما يتوقف هذا النصر على نجاح الثورة في تهيئة مجتمعها على كل الأصعدة للإيمان بالثورة واعتبارها قدر الشعب ومهمته الحيوية حتى تصبح ضمير كل الناس وغايتهم في الحياة.

 أ.د. عبد الحق الهواس