صناعة اللحظة التاريخية

صناعة اللحظة التاريخية

صناعة اللحظة التاريخية
صناعة اللحظة التاريخية

صناعة اللحظة التاريخية :
لحظة الثبات على الموقف هي اللحظة التاريخية التي تغير الواقع وتحقق النصر، كما هي اللحظة التي يتراجع فيها المرء، أو ينهار فهي التي تسجل الهزيمة واغتيال الحلم الكبير في التغيير وازدياد الأحوال سوءا وقبول العبودية .
لاحدود للتضحية، ولاحدود للصبر في الثبات على الموقف، ولابد من الصبر في الساعات الأخيرة التي هي بمثابة عض على الأصابع، والثبات هو قبول التحدي بدءا من الإبادة التي انتهجها النظام وليس انتهاء بكارثة الزلزال...
 فالبطولة تأبى الصراخ، والرجولة تهزأ بالجبن والضعف والتراجع وتعمل على مواجهة الصعاب من أجل صناعة التاريخ وفق حقيقة الحدث التاريخي، واستثماره في التأسيس لمرحلة جديدة وترتيب المفاهيم وفق أولوياتها في أخلاقيات ثابتة ترفض المرحلة الماضية وتؤسس للحياة الجديدة استنادا إلى أصالة الفكر والثقافة المعبرين عن الهوية الحقيقية للمجتمع الذي صنع الحاضر من مأساة الماضي ليكون مستقبلا زاهرا للأجيال...
إننا أمام مفصلية تاريخية بالغة الدقة تشير نحو النصر والنور وترفض النظر إلى الهزيمة والظلام، إننا أمام قبول للتحدي.... إننا أمام تشكل لحاضر يرفض كل المفاهيم التي أسس لها نظام الاستبداد نظام الدم والتخلف والإلغاء .
ومن أجل ترتيب الأولويات لابد من التصميم على تحقيق النصر بإرادة لاتلين، واجتثاث النظام بكل ما فيه من نكوص تاريخي ليكون مابعد النصر هو الجهد المأمول في التغلب على كل المشاكل الجسيمة الناشئة عن الماضي منطقيا أو من خارج الحسابات ....
الأيام الأخيرة أفضل أيام الثورة في التأثير في العدو ومعنوياته ودفعه للانهيار، وقسوة العدو، هي فقدان للسيطرة، وليست امتلاكا للقوة.
والثورة السورية تعيش اللحظة المفصلية وتقترب من نهاية النظام ، والثبات هو المحددالأساس لساعة النصر .

بقلم: أ.د. عبدالحق الهواس