بيان خاص بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية المباركة
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
أيها الشعب السوري المرابط الصابر
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية
يا أحرار العالم في كل مكان
تمر علينا الذكرى الثانية عشرة لثورة الثورات؛ ثورة الشعب السوري المباركة مكملة عامها الثاني عشر في ظل ظروف قاهرة محلية وإقليمية ودولية وبيئية، وشعبنا السوري يزداد قوة وتصميماً على إسقاط النظام الأسدي المزدكي الدموي المجرم، ونحن في تجمع توافق، والحزب الوطني للإصلاح نذّكر العالم كله بما تعرضت له هذه الثورة المباركة من مؤامرات دفع جرَّاءها شعبنا المتطلع إلى الحرية الثمن الباهظ مسجلاً فيها أعظم المواقف التاريخية في التصدي لأعتى نظام دكتاتوري لم يعرف التاريخ مثيلاً له في ارتكاب الجرائم الشنيعة، واستعمال أقذر الأسلحة المحرمة دولياً
1-لقد ثار شعبنا ضمن ربيع العرب بعد معاناة مُرة استمرت لإحدى وأربعين سنة تحت نظام طائفي دموي أغرق سوريا بالدم والقهر واستخدم أبشع الوسائل لإخضاع الشعب وقهره وتجويعه وتشريده، وتدمير قيمه الأصيلة وإشاعة الفساد والتخلف وتدمير العلم والبناء والإبداع.
2- كانت الثورة من أول صرخة وأول شعار سلمية تدعو النظام إلى تغيير سياسته القمعية وكف يد أجهزته الدموية، فقابلها بالحديد والنار وإصرار تام على عسكرة الثورة في إجبار المواطن الأعزل على الدفاع عن نفسه.
3- عمد هذا النظام على استقدام المليشيات الطائفية الحاقدة، وأطلق يدها في ذبح المواطن وارتكاب أفظع الجرائم وأكثرها بشاعة بدءا من حزب الله اللبناني الطائفي، ومليشيات شيعية من العراق وإيران، وأفغانستان، والباكستان، والهند، واليمن.
4- كان لإيران حضورها الإجرامي حيث ارتكبت قواتها وميلشياتها أبشع الجرائم في تنسيق تام مع شبيحة الأسد الشوارعية المجرمة.
5-وفي عام 2015م دخلت القوات الروسية سوريا وبدأت في 30 ديسمبر توجيه ضربات جوية ارتكبت بها أبشع الجرائم، ولم تسلم المدن والقرى وحتى مخيمات اللاجئين من هذه الجرائم.
6- تجاوز عدد شهداء سوريا مليوني شهيد في أرقام متضاربة منذ أن أعلنت الأمم المتحدة وقف عدّ القتلى حين بلغ عددهم مئة وخمسين ألفاً في محاولة لا أخلاقية للتغطية على جرائم النظام الأسدي المجرم، وعدم إحراجه أمام الرأي العام العالمي، وقارب عدد المهجرين والمشردين خمسة عشر مليوناً وما يقارب المليون من المعتقلين والمغيبين والمفقودين في توحشِ يندى له جبين الإنسانية وفي ظل تواطؤ عربي ودولي.
7- جاءت كارثة الزلزال الأخير الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ليزيد معاناة الشعب السوري، وقد ظهر جلياً تخاذل الأمم المتحدة والعالم وخذلانهم للشعب السوري ودعمهم لنظام الجريمة الأسدي الذي استغل كارثة الزلزال أبشع استغلال.
وتعجز الأقلام عن ذكر تفاصيل المذابح الذي ارتكبتها قوات النظام المزدكي المجرم وشبيحته، والقوات الإيرانية والروسية الاستعمارية بحق شعبنا الصابر المرابط المصمم على نيل حريته وكرامته. لكنها موثقة على أية حال ومتداولة في وسائل الإعلام وسجلات الثورة.
ورغم الحرب الروسية الأوكرانية وانقسام العالم حولها وتطورها إلى حرب وجودية بين المعسكرين الغربي والشرقي، فإن الاتفاق على ذبح الشعب السوري مازال قائماً بين الكيان الصهيوني وأمريكا من جهة وبين روسيا وإيران من جهة أخرى، وكأن هذا الشعب مشروعاً للموت والإبادة وحسب.
يا أحرار العالم:
إن ما جرى في سوريا خلال اثنتي عشرة سنة لا مثيل له في الجرائم والإبادة والقهر وموت الضمير العالمي وبشاعة السياسة وقيامها على المصالح الذاتية القذرة بما يندى له جبين الإنسانية، ويسجل بادرة متوحشة تعرض السلم العالمي للخطر لم يشهد لها تاريخ الإنسانية مثيلا لها على طول تاريخه وكثرة مجرميه ومتوحشيه.
وإننا لندعو العالم كله ونخص أصحاب القرار الدولي إلى صحوة توقظهم من سباتهم وضلالهم ومشاركتهم في مذابح لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، وتلطخ جبين الإنسانية بالعار والشنار، وتذكّر الأجيال القادمة بمواقفهم المخزية، وأن هذه الأجيال ستلقيهم في مزابل التاريخ، وتضرب المثل بهم في جبنهم وعارهم وتخاذلهم وتخليهم عن ضميرهم، وتسليمهم لشعب سوريا إلى أبشع جلاد وقاتل ودكتاتور متوحش.
كما نؤكد للعالم كله، وفي مقدمته الدول العربية والإسلامية أن شعبنا السوري لن ينسى مواقفهم وخذلانهم للثورة السورية ومشاركتهم في صناعة خونة الثورة وبائعيها، وصناعة داعش وأمثاله، ودعم النظام الطائفي الحاقد الدموي المجرم، وأن شعبنا لن يحيد عن ثورته وسيسقط هذا النظام، ويقيم دولة الحرية والكرامة ومشروعه التنموي، ويعيد لسوريا وجهها الحضاري المشرق.
وبهذه المناسبة فإننا ندعو قوى الثورة، وكافة المنتظمين في صفوفها والممثلين لها والشخصيات الوطنية إلى رص الصف الواحد، وتوحيد الجهود والعمل على عقد مؤتمر وطني جامع لمراجعة مسيرة الثورة بعد انقضاء جيل كامل ودخولها في الجيل الثاني من عمرها، لتحديد ما لها وما عليها في مراجعة وطنية مسؤولة ترقى إلى تشخيص السلبيات وإقرار الإيجبات ومعالجة العثرات وأسبابها والمنجزات المتحققة خلال المرحلة، والحفاظ عليها وتطويرها وتعميقها، وإعداد منهج فكري وسياسي وتنظيمي يوجه مسيرتها القادمة بما يؤكد على إسقاط النظام الأسدي وقيام دولة الحرية والكرامة والبناء، وإنقاذ سوريا من كل محاولات التقسيم والتغيير الجغرافي والسكاني والانفصالي، والتأكيد على وحدتها وأثرها الحضاري الإنساني.
وإنها لثورة حتى النصر