بيان إلى الأمة- تجمع التوافق الوطني لتحرير سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم
"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"
-بيان إلى الأمة-
يا جماهير شعبنا السوري الأبي، يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، يا أحرار العالم:
من قرون مضت وأمتنا مستهدفة في وجودها من قبل الصليبية الصهيونية التي وضعت كل ما لديها من قوى فكرية وأسلحة غاشمة لتحقيق هذا الهدف. واليوم نحن على عتبة تنفيذ حلقات هذا المخطط الذي مضى عليه مئتان وثلاث وعشرون سنة منذ أن صرح به علناً نابليون بونابرت في عام 1799م في أثناء غزوه للوطن العربي، وناشد به اليهود باسم الجمهورية الفرنسية إلى استعادة إرثهم التاريخي في فلسطين حسب زعمه، وجاء في بيانه أنه سيدخل دمشق، وأنه سيختار القدس مدينة داود مقراً له ممتدة إلى دمشق.
ومع مطلع القرن العشرين جاء مؤتمر لندن 1905-1907م والذي تمخض عن وثيقة كامبل سيئة السمعة والتي مهدت لوعد بلفور المشؤوم 1917م ليجعل من مؤتمر بال الصهيوني في سويسرا عام 1897م حقيقة واقعة في احتلال فلسطين أولاً ثم في تحقيق شعار هرتزل في دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
ولأجل تحقيق احتلال الوطن العربي جاء مشروع سايكس بيكو الخبيث عام 1916م تمهيدا لتنفيذ سايكس بيكو، وبموجبه تمَّ احتلال الوطن العربي، فسُلِّمتْ فلسطين للصهاينة في 17/5/1947م ومنذ أول رئيس صهيوني دافيد بن غوريون حتى النتن ياهو والجهد الصليبي الصهيوني منصَبٌ على تحقيق هدف تقسيم الوطن العربي، وقد تصاعد هذا الجهد منذ أن تبنت الولايات المتحدة الفكر الصهيوني من ترومان حتى بايدن، وعملت على تحقيق أحلامه، ففي عهد الرئيس كارتر 1977- 1981م تم استدعاء الإنجليزي الصهيوني الحاقد 1916-2018م برناند لويس صاحب مقولة : إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون لا يمكن تحضرهم."
حيث منحته الجنسية الأمريكية ليقدم مشروعه في تفتيت الوطن العربي (تجزئة التجزئة) لحكومة الولايات المتحدة مشددا على ضرورة تقسيمه إلى كانتونات طائفية وقومية وعرقية تسمح للكانتون الصهيوني بالسيطرة عليها...ولأجل تحقيق المشروع تمَّ تعيين برناند لويس مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، فتسلم مشروعه بريجنسكي مستشار كارتر لشؤون الأمن القومي مؤكدا دعمه له وضرورة تحقيقه، وفي عام 1983م وافق الكونغرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع لويس، وتمّ اعتماده في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية المستقبلية.
وإنه لمن نافلة القول أن نذكر أن من مقدمات القبول الأمريكي ما عُرف بخطة ينون مستشار آريل شارون في مجلة كيفونيم (اتجاهات) شباط 1982م، وهو صحفي دبلوماسي واسمه عوديد ينون فرأى وجوب تقسيم الوطن العربي لتحقيق نبوءات توراتية خرافية، وحلم هرتزل في إسرائيل الكبرى، ورأى فيه أن يكون التقسيم بمنطق الانقسامات الطائفية، فأثر هذا المقال في خططه بأحداث سياسية كبرى في الشرق الأوسط منها حرب الخليج الثانية ثم في غزو العراق 2003م، والإطاحة بالرئيس صدام حسين، وإشعال حرب في سوريا، وظهور داعش، ورأى أن هذه الخطة ستكون الطريق إلى إقامة إسرائيل الكبرى.
والجدير بالذكر هنا أمران: الأول: أن سموتريتش عضو الكنيست الصهيوني قد صرح عام 2016م بأن حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق وأنه يجب على إسرائيل الاستيلاء على الضفة الغربية. وهو ما يذكر ببيان نابليون بونابرت.
الثاني: في عام 2023م حين قدَّم النتن ياهو تصوراً عن قيام دولة إسرائيل الكبرى أمام الجمعية العمومية في دورتها السابعة والثمانين استند فيه على تصورات ينون، وكيفية إقامة شرق أوسط جديد.
أيها الشعب السوري الثائر الصامد، يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، يا أحرار العالم:
إننا في تجمع التوافق الوطني لتحرير سوريا، وخاصة مكتبي الدراسات الاستراتيجية، والإعلام نراقب عن كثب ما جرى للثورة السورية منذ عام 2011م ضمن ربيع العرب، وما يجري في غزة منذ 7/10/2023م وأسلوب إسرائيل في دعم نظام المجرم بشار المزدكي، ثم التدمير والتهجير والإبادة الجماعية في غزة، وما تبعه على الجبهة اللبنانية، ومطالبة هذا الكيان أن تكون حدوده إلى نهر الليطاني، ثم في تقدم قواته الأخير داخل الأراضي السورية، فهي منسجمة مع مخطط تجزئة التجزئة الصهيوني برعاية أمريكية دولية، وأنه قد بدأ بالتنفيذ العملي للاستيلاء على فلسطين كلها، وتقسيم سوريا ولبنان بعد تقسيم العراق في مرحلته الأولى بالتواطؤ مع أذناب إيران، علما بأن المخطط يشمل إيران، وتركيا، وأفغانستان، والباكستان، ويسير وفق خطوات محسوبة سيشهد قريبا دخول أمريكا على خط المواجهة بصورة جلية. وعليه فإننا نهيب بكل أبناء أمتنا، وبالشعب السوري بكل مكوناته أن يتصدوا لهذا المخطط الخبيث، وألّا يكون أي مكون ديني: علوياً كان أو درزياً أو سنيا أو مسيحياً أو أي مكون عرقي: كردياً كان أو غير كردي مطية لهذا المخطط الخبيث، أو أداة رخيصة في تنفيذه، ونشير إلى أن قسدا الإرهابية وأخواتها مشروع انفصالي بيد الصهيونية العالمية ونحذرهم بأن نهايتهم ستكون وخيمة. وهنا ننبه إلى أن الخطأ الفادح الذي ارتكبته الطوائف في موقفها السلبي من الثورة السورية وتركها المكون العربي السني للذبح والتدمير والتهجير يجب أن يتوقف فورا، ويجب ألا يتكرر ثانية، فهذا المخطط يستهدف الجميع في وجودهم على أرضهم التاريخية، ويستهدفهم في إقامة دولة الحرية والكرامة والدستور والقانون وحق المواطنة والبناء.
وعندها لا سمح الله لن تقوم للأمة قائمة، ولن يكون لها وجود ولا هوية سوى كانتونات هزيلة مشوهة متناحرة تحت الهيمنة الصهيونية الدولية، ولات ساعة مندم.
اللهم إننا بلغنا، اللهم فاشهد.
تجمع التوافق الوطني لتحرير سوريا.
مكتب الأمانة العامة