حضر الأسد صامتاً، واختلف الناس في تفسير هذا الصمت؟
فمن كان وراء الصمت؟؟ بمعنى هل كان الصمتُ قرار صاحبه، وإذا كان قراره فلماذا؟؟ واحتجاجاً على ماذا؟؟ وهل يعقل أن يكون احتجاجا على الحضور؟؟ أو على المستضيف؟؟ أو على الدقائق الثلاث؟؟ أو ربما على جدول الأعمال؟؟ أو على بعض ما ورد في البيان؟؟
فمن كان وراء الصمت؟؟ بمعنى هل كان الصمتُ قرار صاحبه، وإذا كان قراره فلماذا؟؟ واحتجاجاً على ماذا؟؟ وهل يعقل أن يكون احتجاجا على الحضور؟؟ أو على المستضيف؟؟ أو على الدقائق الثلاث؟؟ أو ربما على جدول الأعمال؟؟ أو على بعض ما ورد في البيان؟؟
أو هو رغبة بروتوكولية من الجامعة العربية المنظمة للمؤتمر..؟؟
احتجاجا من قبل الداعين، والداعمين للحضور، على أنه لم يحدث أي تطور ايجابي حقيقي، بين القمتين..؟؟
فما زالت سورية طاردة لسكانها..
ومصيدة للذباب برأي المقتمين طبعا..
ومزرعة ومصنعاً وموردا للمخدرات والمنشطات!!
وحاضناً لقوى الاحتلال الصفوي المهدد للأمن القومي العربي..!!
بين هذا وذاك عالج المجتمعون في القمة العربية، الملف السوري في البند السادس من بنود البيان الختامي حيث، تأخر الملف السوري عن النقاط التي تعلقت بالتعزية بالراحل الكويتي، والقضية الفلسطينية وحرب غزة، وكذا بعض ما يجري في السودان.
أضع بين أيدي السوريين نص الفقرة السادسة المتعلقة بقضيتهم كاملة ثم نؤشر بعض الإشارات:
جاء في البند السادس من بيان القمة العربية:
-نؤكد من جديد على ضرورة إنهاء الأزمة السورية، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يحفظ أمن سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ويحقق طموحات شعبها، ويخلصها من الارهاب، ويوفر البيئة الكفيلة بالعودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين. ونرفض التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وأي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية فيها.
ونؤكد أهمية دور لجنة الاتصال العربية والمبادرة العربية لحل الأزمة وضرورة تنفيذ بيان عمّان، كما ندعم جهود الأمم المتحدة في هذا السياق، ونؤكد ضرورة ايجاد الظروف الكفيلة بتحقيق العودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، بما في ذلك رفع التدابير القسرية الأحادية المفروضة على سورية، وضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاءهم ودعم الدول المستضيفة إلى حين تحقيق عودتهم الكريمة والآمنة والطوعية إلى سورية، وفقاً للمعايير الدولية. ونحذر من تداعيات تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين وللدول المستضيفة لهم.
انتهت الفقرة السادسة من البيان العربي.
وواضح أنه بجهود فيصل المقداد الذي شارك مبكرا في المشاورات حول البيان
أنه حصّل مجموعة من النقاط منها:
النص على سيادة سورية، ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤون سورية الداخلية، ورفض الاجراءات الأحادية - العقوبات الأمريكية والأوربية وغيرها- وكل ذلك طبعا حسب تفسير المحسوبين على الأسد.
فكل السوريين الأحرار مع سيادة سورية الدولة وليس الزمرة، ومع وحدة أراضيها، ومع رفض التدخل في شؤونها، وأن تكون السيادة فيها لشعبها الحر، وليس للميليشيات المتعددة الجنسيات!!
وأكد البيان في المقابل على أمور غير قليلة، مما يزعج النظام، وإن كان بطريقة ملفوفة، ومنها الاشارة إلى البيان ٢٢٥٤ ومنها الالحاح على عودة اللاجئين، والاعتراف بحقوق السوريين، ومنها رفض التغيير الديموغرافي في سورية، الذي يرعاه الأسد.
الأحرار السوريون المتضررون الأوائل من نظام الاسد، لن يجدوا في البيان العربي، ما يرضيهم من حيث التوقف عند المظالم الكبرى التي وقعت في سورية وما تزال تقع.
البيان العربي الذي أشار إلى أهمية استمرار المساعدات الدولية لم يشر إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السوريون داخل وطنهم.
لم يتوقف أعداد المعتقلين التي ربما تؤهل بشار الأسد لدخول موسوعة غينس في تحويله سورية لأكبر معتقل في العالم.
تأكيد البيان على دور اللجنة العربية في تيسير عملية العبور إلى سورية الآمنة، لم يقدم أي آليات، بحيث أنه بقي كلاما في الهواء.
سمعنا القادة العرب الذين سهلوا عودة بشار الأسد إلى الجامعة العربية، يلحنون ألحانا مختلفة، بأن بشار الأسد لم يكن وفيا للاستحقاقات، وها هو يتحلى على مائدتهم بلا ثمن.
لم يكن الشعب السوري الممتحن، ينتظر كثيرا من القمة العربية. أجزم أن كثيراً من السوريين لم يحاولوا قراءة البيان!!
ولو سئلت: أي الفريقين من السوريين كان أكثر استمتاعاً بمخرجات القمة؟؟
سأجيب بقولي: إن الحاضر الصامت، الذي يَعتبر حضورَه نوعا من التحدي لمن وصفهم يوماً بما وصفهم به، ربما يكون هو الذي أراد أن يوظف صمته، في استكمال عملية الزهو.
هكذا يقول لفيفه على الأقل!!
أما قولنا فلا نملك غير أن نحوقل فنكرر: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي.