قراءة في ذهن النتن ياهو
بقلم: أ.د. عبد الحق الهواس
من يراقب ما يجري في شمال غزة، أو ما يُعرف بخطة الجنرالات، وكذلك ما يجري في لبنان سيخرج بنتيجة مفادها أن النتن ياهو يقاتل تحت ضغط نفسي حاد لا يكشف عنه، ولا يرغب في تصديقه ومناقشته أن إسرائيل إلى زوال ...صحيح أن بداية الحرب على غزة حتى منتصفها وما منيت به إسرائيل من خسائر فادحة وفشل استراتيجي في تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة كان يهدد حياة نتنياهو الحيوي والسياسي معا، فيدفعه إلى التمسك بالحكم، لكنه اليوم يرى نفسه يسير بكيانه نحو الهاوية مما يجعله يتصرف كمجنون يرغب في إبادة كل شيء ويضرب يمنة ويسرة بشكل لا مثيل له، وأحيانا يرى نفسه ذلك التوراتي المخلص والذي سيبني إسرائيل الحديثة على التعاليم الدينية التوراتية وفق النظرة الصهيونية المتعصبة لما تراه في ما تطلق عليه شعب الله المختار...
إسرائيل في أسوأ حال عسكريا، وهي تُستنزف بٱلاف القتلى والجرحى والمصابين بالصدمة النفسية وليس أمامها سوى التكتم ... واقتصاديا: تعاني من تضخم كبير بنسبة لم تشهدها من قبل إذ وصلت خسائرها إلى أكثر من مئة مليار دولار أمريكي، وهروب أكثر من خمس وعشرين شركة إلى الخارج.. واجتماعيا: فقد توقفت الهجرة إليها، ونشطت الهجرة منها بعد أن انتهت المعادلة التفاضلية بين البلد الأصلي لليهودي وبين ما تقدمه إسرائيل من ميزات أفضل، فضلا عن انتهاء ربيع الراحة والرفاهية لليهودي القادم ...النتن ياهو يريد أن يتغلب على كل مشاكله عسكريا من خلال القصف الجنوني وهو يدرك أنه يفتقد إلى الجندي الشجاع الذي يمسك الأرض ويحقق الانتصار ، واقتصاديا مستندا بشكل كامل على المساعدات الخارجية وخاصة الأمريكية...واجتماعيا من خلال خرافات تلمودية في ظل هجرة معاكسة وتفكك في البنية السكانية وشيوع ظاهرة الخوف من المجهول المحيط بإسرائيل ...أمريكا ترى الواقع كما هو فتحرص على ضبط إيقاع توسعة الحرب، والنتن ياهو يرى الواقع من خلال الأوهام وأنه سينتصر على كل العالم بقوة الشيخناه الخارقة والمخلص المنتظَر، وهذا هو مقتل إسرائيل الذي سيذهب بوجودها، وهو ما يجعلنا نقرأ ما في ذهن النتن ياهو في إشعال المنطقة بنار ستحرقه بمن ستحرقه.